هذا الكتاب بعنوان "أحدث الطرق في التربية لتدريس اللغة العربية" يشير الكاتب إلى أن أهم مقاييس رقي أمة من الأمم هو مقدار عنايتها بنشر لغتها، وتذليل صعبها، واهتمامها بطرق تعليمها؛ فاللغة وسيلة الثقافة، ومظهر العقلية، وإحدى مقومات الاستقلال، وحياة اللغة حياة للأمة، والنهوض بها نهوض بالأمة وإننا اليوم ننادي ونقول: يجب أن نعني باللغة العربية، ونعمل للنهوض بها وبآدابها، ودراستها في كل مرحلة من مراحل التعليم. ولن يتم هذا إلا إذا عنينا بالطرق الخاصة لتدريس كل فرع من فروعها؛ حتى يتضح الطريق أمام الأساتذة، ويتخذوا أمثل الطرق لترقية اللغة والنهوض بالتلاميذ، ويشير الكاتب إلى أن ما دفعه لتأليف هذا الكتاب أنه لم يجد في المكتبة العربية كتباً تتحدث عن الطرق الخاصة في تدريس اللغة العربية إلا كتاباً واحداً بذل فيه مجهود يذكر بالشكر والتقدير، ويستعرض الكاتب في الفصل الأول من هذا الكتاب ملامح سريعة للثقافة العربية ماضيها ساعيا إلى استشراف مستقبلها ثم ينتقل بنا إلى الفصل الثاني من الكتاب للحديث عن التهجي والمطالعة لا سيما المطالعة في رياض الأطفال والسنتين الأولى والثانية من المدارس الأولية، ويبرز الكاتب دور المعلم في تعليم القراءة النموذجية وهو ما اتفق على تسميته بنمذجة القراءة فضلا عن أن الكتاب يوضح أنواع القراءة المختلفة ليست الصامتة والجهرية فحسب، بل الأنماط المعاصرة مثل قراءة التحصيل العلمي وقراءة الاستمتاع واللذة والقراءة للدراسة، والقراءة للاطلاع المعرفي ويستمر الكاتب في تحقيق تمكين اللغة لدى كل من المعلم والطالب على السواء من خلال تبيين فنون اللغة وتعليمها مثل التعبير والقواعد النحوية والبلاغة بأنواعها المختلفة البيان والمعاني والبديع مستخدما في ذلك طرائق تدريس حديثة ومعاصرة ، ولم يغفل الكتاب الجانب الإنتاجي للغة وهو المقصود بوظيفية اللغة من كتابة ومحادثة، ويعد الجانب الإنتاجي للغة من أبرز نواتج التعلم المعاصرة التي تنادي بها كافة الفلسفات التربوية حاليا وهو المعني بالتمكين اللغوي وعدم الاقتصار على تعلم القراءة والاستماع فحسب بل إن مجمل غايات تعليم اللغة كتابة موضوع أو إلقاء خطبة أو إجراء محادثة صحيحة لغويا، ثم يختتم المؤلف كتابه بحديث عن السلوك الديني والقيم الدينية التي يجب أن يتحلى بها الطالب كسياج يحميه من الشبهات والفتن المحيطة مؤكدا أثر الدين في السلوك والمعاملة.