يُعد كتاب "مجددون ومجترون" دراسة نقدية عميقة في الفكر العربي الحديث حيث يتناول الكاتب موضوع التجديد الثقافي والفكري في المجتمعات العربية ويقارن بين من يُعتبرون "مجددين" حقيقيين وبين من يُسمون "مجترين" يعيدون إنتاج الأفكار القديمة دون تطوير أو تجديد حقيقي. ثم يناقش الكتاب كيف أن المجتمعات العربية تواجه تحديات فكرية بسبب الجمود والافتقار إلى التجديد الحقيقي، ويسلط الضوء على أهمية دور المثقفين في دفع عجلة التغييرمن خلال تعريف التجديد وأهميته - الفرق بين المجددين والمجترين - خصائص المجددين الحقيقيين مثل الجرأة في مواجهة الموروث، الانفتاح على المعرفة الحديثة، القدرة على النقد الذاتي، والتمسك بالقيم الإنسانية. ثم يوضح أن المجددين يسعون إلى تجديد العقل العربي والارتقاء به.كما يتناول الكتاب مجموعة من العوامل التي ساهمت في توقف حركة التجديد منها:التمسك الأعمى بالتقاليد والموروث - ضعف المؤسسات التعليمية والثقافية - التأثيرات السياسية والاجتماعية التي تضعف حرية الفكر - عدم توفر مناخ فكري حُرّ يدعم التجديد مع عرض المؤلف لمجموعة من النماذج البارزة للمفكرين العرب الذين كان لهم دور ريادي في التجديد الفكري مثل رفاعة الطهطاوي، محمد عبده، جمال الدين الأفغاني، وغيرهم، موضحًا كيف أثروا في تطوير الفكر العربي ونشر ثقافة التجديد.ويشدد الكاتب على أن الأدب والفكر هما أدوات فعالة للتجديد إذ يساهمان في نشر الأفكار الجديدة، وطرح القضايا الاجتماعية والثقافية بطرق مبتكرة. ويشجع على دعم الأدب النقدي والناقدين الذين يسعون إلى تطوير الثقافة.كما يرى أن التجديد لا يمكن أن يكون مهمة فردية فقط، بل يتطلب جهودًا جماعية من المثقفين والمؤسسات التعليمية والثقافية والسياسية، من أجل خلق بيئة حاضنة للتجديد وحرية الفكر. ويمثل الكتاب مرجعًا فكريًا هامًا في مجال الفكر العربي الحديث حيث يلقي الضوء على أزمة الفكر والتجديد ويقدم حلولًا فكرية تساعد في تجاوز الجمود كما يساعد المثقفين والطلاب والباحثين على فهم أهمية التجديد كأداة أساسية للتقدم والتنمية.