كتاب "الرؤية والأداة: جماليات المكان والزمان والتأويل في النص الأدبي" يُعد إسهامًا نقديًا مهمًا في مجال تحليل النصوص الأدبية حيث يسعى إلى تقديم رؤية منهجية متكاملة لفهم النصوص من خلال التركيز على عناصر المكان والزمان والتأويل. ويهدف إلى تعزيز فهم النص الأدبي بوصفه نسيجًا متكاملًا حيث يتم تحليل البناء الرأسي والأفقي للنص واستكشاف الدوائر الدلالية الكامنة خلف هذا البناء. كما يسعى إلى دراسة الإشارات الأسلوبية وما تبثه من إيحاءات ودلالات، بهدف الوصول إلى فهم شامل لما يختزنه النص من أبعاد ثقافية واجتماعية. ويتناول الكتاب مجموعة من المحاور الرئيسية منها: مفهوم "اللحمة والسداة" ويُستخدم هذا المفهوم كنموذج لفهم النص الأدبي حيث يُشبه النص بالنسيج الذي يتكون من خطوط عرضية وطولية تتداخل لتشكيل بنية متماسكة. ويُركز على كيفية توظيف المكان والزمان في النصوص الأدبية، وكيفية تأثيرهما على بناء المعنى وتشكيل الرؤية الجمالية للنص .ويعتمد على منهج الهرمنيوطيقا (علم التأويل) لفهم النصوص حيث يتم تحليل الرموز والإشارات التي تحملها النصوص للوصول إلى معانيها العميقة ويعتمد أيضاً على منهج السيميوطيقا (علم العلامات): ويستخدم هذا المنهج لتحليل العلامات والرموز في النصوص وكيفية تفاعلها مع القارئ وتأثيرها على فهم النص. كما يستفيد الكتاب من مناهج نقدية أخرى مثل البنيوية، الأسلوبية، السرد، النقد الثقافي والاجتماعي، مما يُضفي على التحليل طابعًا شموليًا ويُعتبر هذا الكتاب مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالدراسات الأدبية، حيث يُقدم إطارًا نظريًا وتطبيقيًا لفهم النصوص الأدبية بشكل متكامل. كما يُسهم في تطوير مهارات التحليل النقدي والتأويلي، ويُعزز من قدرات القارئ على التفاعل مع النصوص بشكل أعمق.