"الجامعات الخضراء والتنمية المستدامة" هو كتاب يتناول موضوعات مهمة تتعلق بدور الجامعات في تحقيق التنمية المستدامة وخاصة في سياق التحول إلى مؤسسات تعليمية بيئية تساهم في الحفاظ على البيئة حيث يشير الكاتب إلى مفهوم "الجامعات الخضراء" باعتبارها تلك المؤسسات التعليمية التي تعمل على دمج الممارسات البيئية المستدامة في كل جوانب أنشطتها من التدريس إلى الأبحاث وصولاً إلى الأنشطة اليومية داخل الحرم الجامعي. ثم يتطرق إلى أهمية التنمية المستدامة كنهج شامل يهدف إلى تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المجتمع. ويوضح كيف يمكن للجامعات أن تلعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا الهدف من خلال تثقيف الطلاب والبحث في مجالات الاستدامة. كما يبرز أيضاً دور الجامعات في نشر الوعي البيئي وتطوير السياسات التي تساعد في تعزيز الاستدامة سواء من خلال البرامج التعليمية أو الأنشطة اللاصفية. ثم يشير إلى أهمية تعليم الطلاب كيفية التفاعل مع القضايا البيئية وكيفية تطبيق المبادئ البيئية في حياتهم اليومية ويناقش الكتاب أيضًاً كيف يمكن للجامعات تصميم برامج أكاديمية وبرامج بحثية موجهة نحو التحديات البيئية المختلفة من التغير المناخي إلى تلوث البيئة. حيث تساهم هذه البرامج في إعداد جيل من الباحثين والخبراء القادرين على إيجاد حلول فعالة لمشاكل الاستدامة. كما يعرض المؤلف أمثلة على الممارسات البيئية التي يمكن أن تعتمدها الجامعات، مثل تقليل استهلاك الطاقة وتحسين إدارة النفايات والاعتماد على الطاقة المتجددة واستخدام المواد المستدامة في المباني الجامعية. وعلاوة على ذلك فقد اهتم الكتاب بتسليط الضوء على أهمية التعاون بين الجامعات والمجتمعات المحلية والعالمية لتحقيق أهداف الاستدامة. موضحاً التحديات التي تواجه الجامعات في تطبيق مبادئ الاستدامة، مثل التكلفة المالية والتنظيمية، ولكنه أيضًا يشير إلى الفرص الكبيرة التي يمكن أن تنشأ من هذه التحولات، مثل تحسين سمعة الجامعة وجذب الطلاب الموهوبين .وفي خاتمة الكتاب يتنبأ المؤلف بمستقبل الجامعات الخضراء وكيف يمكن أن تصبح أكثر تأثيرًا في عالم يتجه نحو الاستدامة. كما يشير إلى ضرورة تحسين السياسات الجامعية والعمل على توفير الموارد اللازمة لتبني ممارسات بيئية مستدامة بشكل أوسع.