كتاب "التربية الإعلامية وتنمية الوعي الإعلامي" يتناول موضوعًا بالغ الأهمية في ظل الانفجار المعلوماتي والإعلامي الذي يشهده العصر الحديث ألا وهو "التربية الإعلامية" والتي تُعد أحد أبرز الأدوات لمواجهة التأثيرات السلبية المحتملة لوسائل الإعلام المختلفة، وتوظيفها بشكل إيجابي في خدمة الفرد والمجتمع.حيث يبدأ الكتاب بتأطير مفهوم التربية الإعلامية بوصفها عملية تعليمية تهدف إلى تمكين الأفراد لا سيما النشء والشباب من تحليل وفهم وتقييم المحتوى الإعلامي، والتفاعل الواعي معه، بدلاً من تلقيه بشكل سلبي أو عشوائي. وهي تساعد على بناء قدرة نقدية تجاه الرسائل الإعلامية بأنواعها المكتوبة، المسموعة، والمرئية. ثم يوضح الكتاب أن التربية الإعلامية لم تعد رفاهية ثقافية بل ضرورة تربوية وأمنية في آنٍ واحد، في ظل الانتشار الواسع للمنصات الإعلامية والإعلام الرقمي، وزيادة التأثيرات النفسية والثقافية والاجتماعية التي تمارسها وسائل الإعلام على الأفراد، وخاصة فئات الشباب والأطفال.كما يعرض المؤلف محاور متعددة لتنمية الوعي الإعلامي مناقشاً كيف يمكن دمج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية، ومناهج المعلمين، ومؤسسات المجتمع المدني. مع تسليط الضوء على نماذج من دول سبقت في تطبيقها، مثل فنلندا وكندا، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين المدارس، الأسر، ووسائل الإعلام لتحقيق هذا الهدف. مع عرض مجموعة التحديات التي قد تعوق جهود التربية الإعلامية .ويعد هذا الكتاب مرجعاً مناسباً للمعلمين، الباحثين، وأولياء الأمور وكل من يعمل في مجال التربية أو الإعلام.