كتاب "الأخلاق النظرية" هوعمل يحتوي على موضوعات هامة تبدأ بتتبع نشأة الفكر الأخلاقي منذ أكثر من ألف عام قبل الميلاد مسلطًا الضوء على الحضارة اليونانية كمهد للتأمل الفلسفي في الأخلاق كما يشير إلى أن التحديات التي واجهها سكان اليونان القديمة مثل صعوبات العيش والتعامل مع أمم قوية أو متوحشة دفعتهم للتفكير في النظام والقوة كأساس للحياة مما انعكس في أدبهم وفكرهم. ثم يتناول الكتاب دور الحكماء السبعة مثل سولون وطاليس، الذين أسسوا فلسفات أخلاقية تعكس البحث عن النظام في الكون والحياة البشرية. وتُعتبر هذه الفلسفات نواة التفكير الأخلاقي النظري حيث ركزت على قيم العدالة، والفضيلة، والتوازن بين العقل والعاطفة لتصبح أساسًا للفكر الأخلاقي العالمي وعلاوة على ذلك فقد استعرض المؤلف تطور النظريات الأخلاقية عبر العصور، موضحًا كيف انتقلت من المفاهيم البدائية إلى النظم الفلسفية المعقدة وكيف أثرت العوامل الاجتماعية والسياسية على تشكيل المفاهيم الأخلاقية وساهمت في تطورها. مشيراً إلى أهمية التوازن بين العقل والعاطفة في بناء منظومة أخلاقية متماسكة. وأن الاعتماد المفرط على أحدهما دون الآخر قد يؤدي إلى انحراف في السلوك الأخلاقي. ويناقش الكتاب أيضاً التحديات التي تواجه الأخلاق في العصر الحديث، مثل العولمة والتقدم التكنولوجي، وكيفية التوفيق بين القيم الأخلاقية التقليدية والمتغيرات الحديثة. ويُعد "الأخلاق النظرية" مرجعًا مهمًا لفهم تطور الفكر الأخلاقي عبر العصور ويُساهم في تعزيز الوعي بأهمية القيم الأخلاقية في بناء المجتمعات، ويُحفز القارئ على التفكير النقدي في مفاهيم الخير والشر والعدالة.