كتاب "اتجاهات في التربية الحديثة" يُعد من الأعمال الرائدة التي أرست أسس الفكر التربوي الحديث في مصر والعالم العربي. حيث يبدأ الكتاب بتأريخ تطور الوعي التربوي في مصر منذ عام 1925 والتي شهدت البلاد فيها تحولًا في نظرة رجال التعليم إلى العملية التعليمية متأثرة بالوعي القومي الذي بدأ يتشكل آنذاك. وكان هذا الوعي في بداياته عامًا وغامضًا ويركز على "الكم" أكثر من "الكيف". ولكن مع مرور الوقت بدأ التركيز يتحول نحو جودة التعليم وأهمية تطويره بما يتناسب مع احتياجات المجتمع. ويتضمن الكتاب مجموعة من المقالات والمحاضرات التي تعكس الروح الجديدة في التعليم والتي ساهم المؤلف في بنائها. وتتناول هذه المقالات موضوعات متعددة منها : الوعي التربوي القومي ونقاش حول أهمية التركيز على جودة التعليم (الكيف) بدلاً من التركيز فقط على الأعداد (الكم) مع تسليط الضوء على أهمية هذا المؤتمر الذي نظمته نقابة المعلمين والذي ناقش لأول مرة في مصر كيفية تحسين التعليم وإنشاء معهد التربية عام "1929"مع توضيح دور هذا المعهد في تطوير التعليم وتدريب المعلمين بالإضافة إلى عرض للأسس التي يجب أن تقوم عليها التربية في مصر المستقلة وكيفية تحقيقها. ويُعد هذا الكتاب مصدرًا قيمًا للمعلمين والمشرفين التربويين وصناع القرار في المجال التعليمي، حيث يوفر إطارا عمليًا لتطوير الأداء يساعد المعلمين على فهم نقاط القوة والضعف في أدائهم والعمل على تحسينه كما يُقدم معايير وأدوات لقياس الأداء بشكل موضوعي ويُشجع على التعلم المستمر والتطوير الذاتي للمعلمين.