تقلب الاكتشافات المذهلة للفيزياء الكمية افتراضات العلوم الكلاسيكية رأسًا على عقب. واليوم تتيح هذه التقنية تحقيق إنجازات مذهلة. على سبيل المثال، يتم تحقيق أول حواسيب كمومية ذات قدرات حوسبة غير محدودة تقريبًا. ويدعم البعض الإمكانية الحقيقية للسفر عبر الزمن. وبالإضافة إلى هذه الابتكارات المعروفة لعامة الناس، هناك ابتكارات أخرى أقل شهرة ولكنها ليست أقل أهمية. وهي المستجدات المستمدة من الدراسات الكمية، والتي يمكن أن نذكر من بينها "تراكب الحالات" و"الانهيار الكمي".

تؤكد نظرية "تراكب الحالات" أنه يمكن العثور على نفس الجسيم في وقت واحد في مكانين أو أكثر. وتؤكد نظرية "الانهيار الكمي" أن سلوك المادة يمكن تحديده ببساطة عن طريق الملاحظة. هذه ليست افتراضات، بل مبادئ تم التحقق منها تجريبياً.

لا يتناول هذا الكتاب هذه الابتكارات فحسب، بل يعطي مساحة كبيرة للنظريات الأكثر تقدمًا. هذه هي نظريات تم الإعلان عنها ولكن لم يتم تأكيدها بعد. وعلاوة على ذلك، يقيّم الكتاب أيضًا النظريات الأكثر خطورة، شريطة أن تكون مستندة إلى أسس علمية.

على سبيل المثال، يتحدث الكتاب عن نظرية الأكوان المتعددة، أو نظرية الأكوان المتوازية التي اقترحها الفيزيائي هيو إيفريت. وبنفس الطريقة يتحدث الكتاب عن اللا محلية. إنه فضاء نفسي مستقل تمامًا عن قوانين الفيزياء الكلاسيكية. ونتيجة لعدم المحلية، تتصرف الجسيمات الأولية، التي تقع على مسافات فلكية، كما لو كانت واحدة.

يتحدث هذا الكتاب أيضًا عن أحدث الأبحاث التي قام بها روجر بنروز، الفيزيائي غير المؤمن، وستيوارت هامروف. وفقًا لهذين العالمين فإن الروح موجودة ويمكن تحديدها بالتقلبات الكمية. هذه التقلبات لديها القدرة على النجاة من الموت المادي للجسد.

إذا كانت "الأرواح" في الحقيقة عبارة عن تكاثف للتقلبات الكمية، يمكننا صياغة سؤال: هل سيكون من الممكن ابتكار أدوات تسمح بالتحاور مع هذه التقلبات؟

يعرض الكتاب أبحاث العلماء الراسخين ولكن دون استخدام أي صيغة رياضية. يتم عرض النظريات بطريقة بسيطة ومفهومة للجميع. وبهذه الطريقة يمكن للجميع اكتشاف الجوانب غير المتوقعة للواقع الذي نعيش فيه.

من الواضح أن فيزياء الكم تعلن نهاية المادية وبداية مرحلة ثقافية جديدة تقوم على التعاون