كتاب "روح التربية"، يتناول أسس التربية المثلى، وينتقد الأساليب التقليدية القائمة على التلقين والحفظ دون مراعاة للفروق الفردية أو للتطور العقلي والنفسي للطفل. حيث يرى الكاتب الهدف من التربية ليس مجرد ملء عقول التلاميذ بالمعلومات، بل تكوين شخصياتهم وصقل ملكاتهم العقلية والأخلاقية. وأن البيئة الاجتماعية والثقافية تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل السلوك، أكثر من المناهج النظرية وحدها ثم تحدث عن دور المدرسة بأنها يجب أن تكون مكانًا لبناء الروح النقدية والاستقلال الفكري، لا مجرد مصنع لتخريج أفراد متماثلين فكريًا كما ينتقد النظام التعليمي الأوروبي في زمنه، ويصفه بأنه يسعى إلى إنتاج موظفين لا مفكرين، ويهتم بالشهادات أكثر من الكفاءات ثم يركز الكاتب على أنه لا يمكن للتربية أن تُثمر إلا إذا احترمت قوانين النفس وأن العقل الجمعي أقوى من المعرفة الفردية إن لم تُقوّم بالتربية السليمة وضرورة إصلاح التربية لإصلاح الشعوب، لأن الإنحدار الأخلاقي أو الحضاري غالبًا ما يبدأ من فشل المؤسسة التعليمية . و يمثل كتاب "روح التربية" منظورًا نفسيًا وفلسفيًا للتعليم، ويعد من الأعمال التي ألقت الضوء على الجانب النفسي للتعلم قبل أن يصبح مجالاً مستقلاً في علم النفس التربوي و أفكاره رغم أنها تعود للقرن التاسع عشر فلا تزال تجد صدى في نقد المناهج الحديثة التي تفتقر للجانب الإنساني والتربوي العميق.