يُعد هذا الكتاب من أوائل المحاولات لفهم سلوك الجماهير نفسيًا واجتماعيًا، وله تأثير بالغ في ميادين علم النفس، والسياسة، والإعلام، والدعاية. ومن أهم الأفكار الواردة في الكتاب سيكولوجية الجماهير تختلف عن الأفراد حيث يرى الكاتب أن الأفراد عندما ينضمون إلى جماعة، تتغير تصرفاتهم وسلوكهم، ويصبحون أكثر تأثرًا بالعاطفة وأقل عقلانية، ما يؤدي إلى نوع من "العقل الجمعي" الذي يختلف عن عقل الفرد المفكر والمنطقي. ثم تحدث عن أن الجماهير لا تتأثر بالحجج العقلية، بل تستجيب للمشاعر والصور البسيطة، مثل الشعارات والرموز، وتتحرك بدوافع عاطفية مثل الخوف أو الغضب أو الحماسة. ثم أوضح أن المشاعر والأفكار تنتقل داخل الجماهير بسرعة كبيرة، ويؤثر الحماس أو الذعر أو الكراهية في الأفراد بطريقة "معدية". فالجماهير بحاجة إلى قائد يُبَسِّط لها الأفكار ويمنحها توجيهًا، وغالبًا ما يتبعون القادة الديماغوجيين الذين يعتمدون على التأثير العاطفي وليس العقلاني ويرى الكاتب أن الجماهير عرضة للتلاعب والدعاية نظراً لأن الأفكار غير منطقية وهذا ما جعله مرجعًا لكثير من الساسة والمروجين والدكتاتوريين لاحقًا. وتكمن أهمية الكتاب في أن له أثر بالغ على مفكرين مثل سيغموند فرويد، وموسوليني، وهتلر، وحتى في علم التسويق والإعلام الحديث و يُعَدّ من أولى الدراسات المنهجية في علم النفس الاجتماعي، وساهم في تأسيسه كفرع مستقل