للزمن بقية

ebook

By محمد عبد الحليم عبد الله

cover image of للزمن بقية

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

العالم السفلي في هذه السفينة كان قدراً مخيفاً.. عالم مكون من الأصوات والروائح فحسب لم ير فيه وجهاً أبداً. يد فظة تقبض على كفه بطريقة توحي بأن الهمس ممنوع وتقود خطاه في دهاليز ضيقة تشع حرارة كأنها أفران. دهاليز من الفولاذ تحس العيون أنها ذات سطوة فريدة...

وعلى مقربة من مؤخرة السفينة أدخل إلى مخزن فيه أكداس لا تحصى.. لكن أهم رائحة فيه هي التوابل.. وعرق الشاب وأحس بالظمأ وانبعثت منه عطسة مفاجئة فضغط البحار على كتفه تلقائياً وغمغم بالضحك.. وسار يجتاز به بين البضائع حتى رأي مرقده الممهد من القش وقصاصات الورق تدرك العيون تحت نور المصباح الصغير الذي يحمله البحار أن ناساً قد افترشوه من قبل ولابد أنهم من الهاربين.

ولم يلبث البحار الذي لم يعط الشاب فرصة للكلام أن قال له بسرعة قبل أن ينصرف: "إلزم السكون. سآتي لك بالطعام.. ثم آخذك بين وقت وآخر لكي تقضي حاجتك.. (ثم غمغم غير مقتنع) نوماً هنيئاً..

ولم تلبث أشياء كثيرة أن أطبقت على هذا الشاب.. وحدة غير محدودة... وحر.. وعرق.. وظلام.. والأنكى من هذا كله.. الخوف.

للزمن بقية