إن الصوت يعتبر أداة مهمة للتواصل بين الـبشر، فإنـه ينتقـل خـلال وسـط مـادي عـلى شكل موجات اهتزازيـة حتـى يصـل إلى الاذن وتقـوم الاخـيرة بترجمـة تلـك الاهتـزازات إلى أصوات تحمل معاني عديدة قد يكون بعضها مفهوما والبعض الآخـر مزعجـا وغـير مفهـوم، ويصبح الصوت غير مرغوب فيه اذا ماتجاوز الحدود المألوفة للصـوت وإن هـذا الأخـير قـد يصدر من أصوات الإنسـان العاليـة أو مـن أداة أو آلـة ويطلـق عليـه تسـمية الضوضـاء أو التلوث الضوضائي ويعتبر التلوث الضوضائي هو نوع جديد مـن أنـواع الإرهـاب البيئـي وأن خطورته لا تقل عن خطورة الأنواع الأخرى للتلوثات البيئية، فله العديـد مـن المخـاطر عـلى حياة الكائنات الحية كافة وهو يعتبر من ابرز مشكلات العصر الحالي بسبب التطـور الكبـير الذي حصل في كافة المجالات وتم اختراع العديد من الأدوات والآلات التي تسبب الضوضـاء كالمركبــات والآلات والمعــدات التــي تســتخدم في الصــناعة والإنتــاج أدى ذلــك إلى انتشــار الضوضاء بمختلف أنواعها في كافة الأماكن ولم يسلم مكان في العالم من تلـك الضوضـاء، وأن بحث الإنسان عن رفاهيته باختراع تلك الأدوات والآلات وغيرهـا مـما يصـدر عنهـا أصـوات عالية مزعجة لم يستدرك ضريبة البحث عنتلك الرفاهية والأضرار التي من الممكن أن تنشأ عنها، وأن هذا النوع من التلوث غالبا ما تكون الآثار المترتبة عليه متراخية أي لا تظهر آثارهـا الضارة فورا بل قد تتأخر بالظهور لفترة زمنية قد تطـول أو تـقصر وفي أحيـان أخـرى تظهـر آثارها الضارة فورا، لذا يقتضي الأمر للمحافظة عـلى السـكينة العامـة أن يـتم تجـريم فعـل لضوضاء بمجرد صدوره وحتى لو لم تظهر الآثار الضارة للضوضاء فـورا، وأن لهـذه الأسـباب قد دفعت المشرع إلى إصدار حزمـة مـن القـوانين للحـد مـن جريمـة التلـوث الضوضـائي.