تعــد الجغرافيــة الإقليميــة علــم العلاقــات المكانيــة الــذي يهــتم بدراســة الظــواهر الجغرافية المتنوعة لإقليم معين من سطح الأرض وإبراز الخصائص الجغرافية التي تشـكل سطح الإقليم وتفسير توزيعهـا الجغـرافي والعوامـل التـي أعطـت الإقلـيم شخصـيته التـي تجعله يختلف عن غيره من الأقاليم المجاورة، فالجغرافية الإقليمية تعني على وجـه التحديـد إبـراز المظـاهر والعلاقـات المركبـة

والمتفاعلة بين نشاطات الإنسان والبيئة الطبيعية، بضـمن إقلـيم جغـرافي محـدد بظـواهر طبيعية وبشرية، ومحاولة إيجاد الأسباب والمسببات التي أوجدت هـذه الظـواهر وصـولا لإظهار الشخصية المتفردة للإقليم المدروس ولهــذا تشــكل الدراســات الإقليميــة الجانــب المهــم والحيــوي مــن أيــة دراســة في الجغرافية بما تتناوله من ظـروف طبيعيـة وفعاليـات اقتصـادية ودراسـة بشريـة، وتطـور حضاري وعمراني وغيرها من الصفات الأخرى التي يتصفبها كل إقليم عـما يجـاوره مـن الأقاليم الأخرى لم تحظ محافظة نينوى بدراسة إقليمية نهائيـا الأمـر الـذي شـجعنا للقيـام بـذلك، لإبراز أهم السمات والخصائص التي تتميز بها المحافظة وحصرالإمكانات المتاحة لكشـف إمكانات تطوير هذا الإقليم المهم، ولهذا جاء اختيارنا لتقديم أنموذجا يمكن أن يسـهم بـه الجغرافيون في التنمية والنهوض وبما يعزز دورهم في عملية البناء الشـامل التـي يشـهدها

عراقنا العزيز ولكشف مميزات المحافظة كان لا بد من الإشارة إلى أنه تظهر في الإقليم مجموعـة من العناصر الجغرافية المتباينة الخاصـة بـه التـي تعتمـد في سـيادة أحـدها إلى مقومـات

طبيعية وأخرى بشرية، منحتالإقليم التفرد المكاني تارة، وحدت من تنميته تارة أخرى.