"كيف عثرت عليّ؟" هكذا سألت المرأة. سرت رعشة في صوتها، واكتسى وجهها بالفزع. شعرت مفتشة المباحث هلدا هرمانزدوتير بما أثار اهتمامها، على الرغم من أنها تعلمت، بسبب خبرتها القديمة في تلك اللعبة، أن تتوقع رد فعل عصبيًّا من أولئك الذين يخضعون لتحقيقاتها، حتى لو لم يكن لديهم ما يخفونه. أن تخضع لتحقيق الشرطة هو أمر يبعث على الخوف في أي وقت، سواء كان تحقيقًا رسميًّا في قسم الشرطة، أو مجرد محادثة غير رسمية كتلك التي تجري الآن. جلستا تواجهان بعضهما بعضًا في حجرة رثة مخصصة لتناول القهوة، مجاورة لمقصف العاملين في دار رعاية ريكيافيك، حيث تعمل المرأة. كانت في نحو الأربعين، بشعر مقصوص قصير، ونظرة متعبة، بادية الاضطراب بسبب زيارة هلدا غير المتوقعة. بالطبع قد يكون هناك تفسير بريء تمامًا لهذا، لكن هلدا كادت أن تكون متأكدة من أن المرأة تخفي شيئًا. فعلى مدار سنوات، تحدثت إلى كثير من المتهمين، حتى نمت لديها موهبة إدراك محاولة الناس تضليلها وإخفاء الحقيقة عنها. ربما يطلق عليها البعض: الحدس، لكن هلدا ازدرت تلك الكلمة، واعتبرتها علامة على بلادة وضعف عمل الشرطي.