دور القاضي الدستوري في إصلاح القصور التشريعي

ebook دراسة تحليلية مقارنة بين القانون العراقي والمقارن

By محمد محسن

cover image of دور القاضي الدستوري في إصلاح القصور التشريعي

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

التشريع على وفق النظرية الحديثة قاصر بطبعه، وقصوره هذا مستمد من قصور مشرعه فالمشرع مهما کان ثاقب البصر، واسع الخيال، محيط بالحوادث، يبقى قاصر عن استيعاب الحوادث کلها، فضلا عن تلك التي تستجد في أعقاب التشريع، فواحدٌة من أبرز أسباب استبدال التشريع بغيره، کثرة الحوادث التي تعجز التعديلات عن ملاحقتها، هذا إضافة إلى أن التشريع في معالجته متناهي تحيطه الحدود، في حين أن الحوادث والمستجدات غير متناهية، وليس لمتناهي أن يحيط باللامتناهي أو يحکمه، ويعد التفسير أمر لازم للتشريع کما التعديل، والقول بغير ذلك يعني مخالفة الطابع البشري وسمات القانون الوضعي، بل أن التفسير بنطاقه ينسجم عکسيا مع قصور التشريع، فکلما کان التشريع أکثر قصورا، کلما نشطت حرکة التفسير واتسع نطاق عمل المفسر، وکلما کان التشريع أکثر دقة وأوسع معالجة کلما تراجع نشاط المفسر، لکن نطاقه يبقى قائم محجوز لا يمکن تجاوزه، ويقصد بالقصور التشريعي عدم ملائمة النصوص التشريعية للحياة الاجتماعية والسياسية السائدة في المجتمع وقت تطبيق تلك النصوص، وعدم تضمن النص التشريعي لما تقوم الحاجة اليه من أحكام تفصيلية او جزئية في ظل تغيرات جوهرية، ويعبر تحقق القصور التشريعي عن تطور المجتمع تطورا جوهريا وعدم قدرة النصوص القانونية التي وضعت في زمن سابق على مواکبة هذا التطور، ويتحقق القصور التشريعي متى کانت القاعدة التي تعالج المسألة المطروحة على القاضي موجودة ولکنها غير عادلة أو غير منسجمة مع الظروف الاجتماعية والسياسية، ويتحقق القصور التشريعي نتيجة تبني دستور جاء بقيم وقواعد ومبادئ جديدة، إلا أن القوانين النافذة بقيت على حالها دون يمسها التعديل أو الإلغاء، ذلك أن مجرد وضع دستور جديد ومهما کان مثاليا لن تکون له أية قيمة قانونية أو اجتماعية ما لم تترجم النصوص والمبادئ التي جاء فيها ذلك الدستور إلى قوانين تحل محل القوانين التي خلفتها الدکتاتورية، ونظرا لحداثة فکرة القصور التشريعي کأحد أوجه عيوب عدم الدستورية، واعتمادها في الظهور على اجتهادات الفقه الدستوري، فلم يتفق الفقه على تحديد معناه ومضمونه، وانما تعددت هذه التعريفات، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتحليل متناولا "دور القاضي الدستوري في إصلاح القصور التشريعي : دراسة تحليلية مقارنة بين القانون العراقي والمقارن".

دور القاضي الدستوري في إصلاح القصور التشريعي