في عالم اليوم، تُمثل الصحافة مرآةً تعكس آراء وتوجهات المجتمعات، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية. وتعد منطقة البحر المتوسط أحد أهم المناطق التي شهدت تفاعلات حضارية واقتصادية وسياسية على مر العصور. ومن خلال أعين الصحافة المصرية، يمكننا تتبع كيف تم تصوير دول أوروبا المتوسطية بمختلف أبعادها وتوجهاتها في مواجهة التحديات المشتركة والمتغيرات السياسية الكبرى.

عبر هذا الكتاب، نستعرض صورة دول أوروبا المتوسطية كما رسمتها الصحافة المصرية، مع التركيز على التحولات التي شهدتها هذه الصورة في فترات مختلفة من التاريخ الحديث. كيف تعاملت الصحافة المصرية مع هذه الدول في ظل الأزمات الدولية؟ وكيف ساهمت في تشكيل الوعي الجمعي حول أوروبا المتوسطية، سواء من خلال إبراز التقارب الثقافي، أو التركيز على الخلافات الاقتصادية والسياسية؟

الصحافة المصرية ليست مجرد ناقل للمعلومات، بل هي لاعب أساسي في تشكيل الرأي العام وتوجيهه. ومع تطور الأحداث، تغيرت لغة الخطاب وطريقة تناول الموضوعات المتعلقة بدول أوروبا المتوسطية. فهل كانت الصحافة المصرية محايدة في نقل هذه الصور، أم أنها كانت تنحاز في بعض الأحيان لمواقف معينة؟ كيف كانت تُعرض العلاقات الثنائية بين مصر ودول أوروبا المتوسطية، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة؟

يأخذنا هذا الكتاب في رحلة عميقة عبر الأرشيف الصحفي، لنحلل كيف أُعيد تشكيل صورة أوروبا المتوسطية في عقول المصريين عبر العقود. كما نناقش الدور الذي لعبته الصحافة في توطيد أو تعكير العلاقات بين مصر وهذه الدول. هل كانت الصحافة تساهم في بناء جسور التواصل، أم أنها كانت في بعض الأحيان تُزيد من حدة الانقسامات؟