مع بداية الألفية الثالثة، وتحديدًا في العقد الأخير حدثت تحولات علمية وتطبيقية في مجال التسويق الإلكتروني سواءً من حيث المفاهيم والأبعاد وطريقة عرض المنتج، وظهور مسئولية الاهتمام بمفهوم التسويق بشكل عام لكل من الشركات والأجهزة الحكومية من منظور تسويقي للسلع والخدمات المجتمعية، الذي يقوم على تصميم وتنفيذ البرامج والأنشطة التسويقية التي تأخذ على عاتقها المسئولية المجتمعية، حيث أبدى الأكاديميون والممارسين على حد سواء اهتمامهم بالمسئولية الاجتماعية لهذه المؤسسات في المجال التسويقي، وتقييم نتائج السياسات التسويقية لتحسين صورة الأجهزة الحكومية تجاه الجمهور المستهدف في عملياتها واستراتيجياتها؛ مما يظهر وجود تسويق سياسي وتسويق اقتصادي وتسويق اجتماعي لأجهزة الدولة وذلك لقياس نتائج تلك الاستراتيجيات في الواقع العملي، وأدى هذا إلى تطوير وظهور نظريات حديثة ومتنوعة في البحوث التسويقية.

ويعمل الإعلام الجديد وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي على تزويد الشخص بالمعلومات حتى تشكِّل مكونًا من مكونات ثقافته، فتؤثر في مواقفه بتعديلها وتغييرها، ليأتي سلوكه مطابقًا لما تزود به من معلومات.. ومن خلال الفرد يتم التأثير في المجتمع، ومن ثم تسهم المعلومة في صياغة وبناء الواقع الجديد. فالتغيير المعرفي هو أحد مجالات عمل الإعلام الجديد، والتأثير هو تغير يقع إما في التفكير أو في المشاعر أو في السلوك، بسبب تلقي الرسالة الاتصالية، ولمعرفة هذا التأثير نحتاج إلى سبر التغييرات الفكرية أو الشعورية أو السلوكية أو المعرفية الناتجة عن إطلاق الرسالة الاتصالية ودراستها.

كما تعد الصورة الذهنية عملية عقلية تُبنى على تكرار المضامين وتترسخ بفعل تراكمات معينة، وتتداخل في صياغتها وبلورتها عدة معطيات من حيث الصناعة أو التعديل أو التثبيت في ذهن المتلقي وهو هدف يصبو إليه القائمون على الاتصال وعلى إعداد الرسالة الإعلامية في مختلف المجالات.