يأتي هذا الكتاب في ضوء ما نشهده من ثورة وتقدم هائل في عالم الإعلام حيث شهد الإعلام حدًا من التطور اعتبره البعض مثار قلق وتساؤل حول مصير التفكير والوعي الانساني وذلك بعد أن صرنا نشهد كل لحظه قفزة في مجال الإعلام بكل جوانبه مما يتطلب توضيح أهمية بعض المصطلحات والمفاهيم مثل مفهوم الإعلام الدولي والحرب النفسية وعلاقه كل منهما بالآخر والتوجيه المعنوي لدى المجتمعات والشعوب.. وكلها مفاهيم يرصدها هذا الكتاب الذي يتناول جوانب عدة تشمل الإعلام الدولى والحرب النفسية ودور الدعاية وعلاقتها بالإعلام والحرب النفسية وتطور هذه المفاهيم وتأثيرها النفسي على الشعوب والمجتمعات وأشكال توظيفها في اتجاهات ومسارات عدة.

كما يطرح الكتاب بعض الجوانب السلبية لهذا السلاح المهم والذي يؤثر على الجوانب الغامضة والعميقة في النفس البشرية، فيشير مفهوم الإعلام الدولي إلى النشاط الاتصالي وعملية تزويد الجمهور والشعوب بالمعلومات والأخبار بقصد التأثير على تلك الجماهير وإقناعهم بالرسائل الإعلامية الموجهة إليهم، وذلك ضمن حدود جغرافية تتمثل في دول وقارات، ويتم ذلك من خلال الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة التقليدية منها والرقمية؟

وكذلك تؤدى الدعاية الدولية، مستعينة بأدوات الإعلام الدولى، إلى نشر ثقافات وعادات وسمات تمد بها الجمهور العالمي من خلال معلومات وبيانات عن هذه الثقافة وأنماط المعيشة والسمات والخصائص التي تميزها وبالتالي تستطيع الدول الكبرى التي لديها إمكانيات تقنية وقوى سياسية واقتصادية وأدوات اتصالية عابرة للحدود أن تهيمن بثقافتها ورؤيتها وأهدافها ومصالحها على الدول الأقل قدرة وتاثيرًا.

كما يستعرض الكتاب رؤية بانورامية لتعريف العمليات والحروب النفسية منذ أقدم العصور، والدور الذى لعبته أشكال الفنون المختلفة من رسم وخطابة وأدب فى توجيه الطاقات وشحذ الهمم والتعامل مع الخصوم و الأعداء، ثم تنتقل فصول الكتاب لتعريف الدعاية ودورها وأشكالها، و تعريف الشائعات وأنواعها، وطرق مواجهتها، وخلال كل ذلك يطرح الكتاب آراءً لعدد من المفكرين والمنظرين الذين تمحورت أبحاثهم حول مفهوم الحروب والعمليات النفسية ودورها فى قيادة الشعوب وتوجيهها ورسم الصورة الذهنية عنها وكذلك الصورة المدركة عنها لدى الشعوب والمجتمعات الأخرى حيث توظف أساليب و آليات الدعاية وأدوات الإعلام الدولي لتشكيل الصور والانطباعات عن الدول فى محيطها الإقليمي والدولي خاصة بعد تطور أدوات الاتصال وما تتسم به الأدوات الرقمية الجديدة من سرعة انتشار واختراق للمساحات الإقليمية والدولية ليتجاوز تأثير هذه الأدوات محيطها المحلي ليصل إلى حدود جغرافية متسعة ودول وشعوب أخرى مما يثير عديدًا من القضايا والإشكاليات التي يتناولها الكتاب في فصوله المختلفة.