يتجول الشاب «يوسف» في ممرات صالة الانتظار في مطار مسقط الدولي، ويعلق على كتفه حقيبة جلدية بنية اللون استقرت إلى جانبه، بينما أحاطت بها أصابع يده بخشية كأم تحتضن أطفالها خوف عليهم من أي أذى غير متوقع. كان الصراع بين مشاعره واضطراب نفسه كبير، لكنه لم يصل إلى درجة أن يتخلى عن تحقيق حلمه، وليواسي نفسه قرر الاستمرار في التجول قليل لإلهاء نفسه وقتل الوقت الثقيل. فمضى محملق في شاشات الإعلان تارة، ومتفرس في وجوه المسافرين تارة أخرى، فكر: يا لتلك الوجوه كم هي متشابهة ومتناقضة في الوقت ذاته؟!.. كم تختلف فيما بينها بالتعبيرات والملامح ؟! عرب.. وأوروبيون.. وآسيويون وأفارقة... الجميع يسير باتجاهات مختلفة مغادر أو عائد أو عابر. جميعهم يحملون وجوه تفيض بهواجسهم وآمالهم، وبمشاعر تتدرج من حزن الفراق إلى فرح اللقاء، وعلى ضوء ذلك تدور أحداث هذا الكتاب "عابرون".