Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
يقول السيد آرثر أداموف: «إنَّ هذا العالم يسجنني ويطوق روحي»، لنتأملْ هذه العبارة قليل نرى أنَّ ما كتبه أداموف كان تعبير عن مدى قلق الإنسان، وكان هذا القلق يظهر على هيئة لعبة ظريفة مثل مسرحية (بينج بونج) أو... أو أسخف بكثير من ذلك مثل مسرحية يوجين يونسكو (التحايا)، ولعلَّ عبارة السيد هارولد بينتر، «إنَّ هذا العالم ذاهب الى خسارة نفسه»، تدلنا، مرة أخرى، على حقيقة يؤمن بها كل كتَّاب مسرح العبث، وهي أنَّ العالم يخلو من المعنى والمنطق، وأنَّ الإنسان سوف يموت منذ أن علم أنه قد ولِد، وعلى ضوء ذلك فإن هذا الكتاب، يضع بين أيديكم هذه اللوحات الإنسانية التي تزخر بالمواقف اللامعقولة، وهي مسرحيات ليست للكل؛ إنها أعمال كتُبت للنخبة؛ فقد يسيء الآخرون بنا الظن قائلين: إن الوجوديين المتشائمين قد أساؤوا إلى العالم، إنهم يحفرون بمعولهم كاشفين عن مواطن رعب الإنسان، يا له من نكران! أليس الوجوديون هم من صنعوا العالم؟! لو لم يكن الوجودي الأول هناك في العالم فمَنْ إذ يعلمنا أن نكتب ونرسم ونغني ونرقص قبل أن نموت!