تطورت مراحل تأليف كتب البلاغة القرآنية، بتعلقها بالتفسير في مرحلة ما، ثم بالمقارنة بين بلاغة القرآن وبلاغة العرب في مرحلة أخرى، وتكاد تكون الكتب المختصة ببلاغة القرآن الكريم في بداية المرحلة متقاربة من حيث المنهج، فهي تتراوح ما بين حصر الأشكال البلاغية المدروسة في القرآن الكريم أو رصدها أو تصنيفها، كما في "تشبيهات القرآن :لابن ناقيا البغدادي"، "وبديع القرآن: لابن أبي الأصبع المصري"، و"الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز :للعلوي"، وغيرها، ثم كان إلى جانب هذه الكتب محاولات لاستنتاجات بعض الوظائف العامة للمبحث البلاغي المدروس، كما في كتب الجرجاني والزمخشري والفخر الرازي والقرطبي وغيرهم، ثم تتابعت المؤلفات في الدراسات القرآنية محاولة الربط بين جهود المفسرين والبلاغيين كما في "التصوير الفني في القرآن، وفي ظلال القرآن :لسيد قطب"، وغيرها، وعلى ضوء ذلك يحاول هذا الكتاب نحاول الكشف عن مجموع الأنماط البلاغية التي تكون إطارا لدائرة أسلوبية واحدة هي "الإطناب "وهي: الإيضاح بعد الإبهام، ذكر الخاص بعد العام، التوشيع، التكرار، الإيغال، التذييل، التكميل، التتميم، الاحتراس، الاعتراض، وضع الظاهر موضع المضمر.