جاء هذا الكتاب ليحدثنا عن ابن محيصن المكي أحد شيوخ الإقراء لاثنين من أبرز القراء وعلماء اللغة بالبصرة :عيسى بن عمر الثقفي، وأبي عمرو بن العلاء البصري، وحري أن يفرد لما دون من أجله موضوعاته من التنويه والإبراز والتخصيص، والعرض والتحليل والتوضيح؛ إذ هو - من جهة - جامع بين دفتيه شتات ما تناقلت أسفار تواريخ العلماء والشيوخ والرواة، وأمات كتب السير والطبقات، مما يتعلق بترجمة هذا العلم من أعلام مكة المشرفة النابهين، ومنزلته في مضمار القراءات القرآنية خصوصا، والعلوم الإسلامية عموما، بوصفه أحد أئمة إقراء القرآن وشيوخ العربية الماضين بمهبط الوحي، وهو المتوفى في الربع الأول من القرن الثاني للهجرة، وتحديدا سنة 123هـ؛ كما أنه -من جهة أخرى- سعى لبيان الدعائم والأسس التي اعتمد عليها في نزوعه إلى اختيار قرائي خاص به من بين مروياته من حروف القراءة عن شيوخه، وهو الاختيار المخبر عنه بكونه على مذهب العربية التي اشتهر بها صاحبه، وفاق فيها أقرانه المكيين في ذلك الزمن المتقدم من تأريخ الأمة.