نحن نعيش في عصر التظاهرات والاحتجاجات؛ فقد طغت على المشهد الحركاتُ الراديكالية المتطرّفة، بدءا من السجون وإلغاء الديون، إلى احتجاجات حركة التمرّد ضدّ الانقراض على النشاطات المناخيّة لبعض الدول، على المشهد وتغلغلت ضمن الخطاب السّائد في مختلف أنحاء العالم، ونالت الثّقافة والفنّ، بالضرورة، نصيبهما أيضا، لا ريب أنّ للفنّ إمكاناتٍ هائلة لتغيير المجتمع، إلّا أنّ المؤسّسات التي يعتمد عليها تساعد في إبقاء أنظمة السّلطة قائمة، ويخبرنا الكاتب قائلا: بقدر ما أحبُّ المتاحف وكرّست حياتي المهنية لها، لكنّني أجدها مستودعاتٍ للهيمنة الثقافيّة، ومرايا لآفات المجتمع، بدء من فجوات الثروة الهائلة ومورّثات الاستعمار الأخرى، وصول إلى استبعاد الفئات المهمّشة تاريخي، إنّ المتاحف والمراكز الثقافيّة هي جزء من الأنظمة التي تأمل تلك الاحتجاجات تغييرها وإزالتها من الوجود، وأعتقد أن هذا التغيير والتجديد لا يجعل المتاحف أفضل لعددٍ كبيرٍ من الناس فحسب، بل يرسم كذلك طرق لإحداث التغيير في المجتمع ككلّ، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا الإضراب الثقافي في عصر التظاهر والاحتجاج.