فكتاب الخليقة اليوم (قراءة معاصرة لقصص البدايات) يقدم أساسات الإنسانية اليهودية- المسيحية من خلال التأمل في الإصحاحات الأولى من سفر التكوين. وقد قادتنا قراءة قصص البدايات إلى إبراز عدد من الأقطاب: الرجل والمرأة، الصورة والشبه، النفخة والتراب، العمل والراحة، الوصية الإيجابية والسلبية... هذه الأقطاب تضع الإنسان في إطار الكائن المركَّب المدعو إلى الالتقاء. في سفر التكوين، لا يمكن للإنسان أن يعتبر نفسه وحيدًا بتاتًا، لكنه دائمًا كائنًا في علاقة، أمام الله وأمام قريبه. وتتكون العلاقة مع الغير من خلال الطريقة التي بها يدرك المرء نفسه؛ فالكتاب المقدس لا يصف الإنسان في كينونته أولًا بل انطلاقًا من العلاقة التي يتعامل بها مع الله ومع قريبه، مع الطبيعة ومع العالم الحيواني، في مواجهة كلمة تدعوه وتختاره.