ممّا لا يخفى على الدّارسين والباحثين جهود الأقدمين وما بذلوه في خدمة العربيّة من وضع لقواعدها وتنسيق وتبويب لموضوعاتها, وتعليلاتهم لمعظم الأحكام النّحويّة، وقد أخذ أصول النّحو مدًى واسعًا من تفكير أولئك العلماء ممثّلة بالسّماع عن العرب والأخذ عن فصائحهم وما تمخّض عن ذلك من حصر وتحديد للقبائل التي كان يأخذ منها جامع اللّغة، ثمّ الرّكون إلى القياس بوصفه المعيار الأساس الذي يلجأ إليه النّحوي في قبول الأحكام أو رفضها، كم برز لدى الدّارسين ما يعرف بالأحكام التقويميّة في النّحو وهو ضرب من ضروب النّقد النّحويّ الذي يزاوله النّاقد في قضايا النّحو وأحكامه، وقسّموا تلك الأحكام التّقويميّة إلى كمّيّة ونوعيّة وذوقيّة وغير ذلك من التّقسيمات، وعلى ضوء ذلك فقد جاء هذا الكتاب بالشرح والتفصيل متناولا فصول في الأحكام التقويمية في العربية.