وقف هذا البحث "زفرات بحوث علمية عالية تكرمة لروح فقيد العلم أ. د. يوسف عليمات" على خطاب التبديل انتقالا من السلب إلى الإيجاب والعكس، في تراكيب لغوية مختلفة، فأظهر دلالات الخطاب بأشكاله المختلفة فعلية واسمية وفقا للحالة التي يقصدها، وبين أنه لم يرد إلا مشتملا على حدث كالفعل، وما ينوب عنه، فتكونت جملة الفعل ضمن سياقها الخطابي، لإيصال صورة التغيير، وبيان ما يترتب عليها من نتائج وأكد البحث هدف الخطاب القرآني في إيصال رسالته، بوساطة تعدد أنماط الأفعال المحتوية على جذر "بدل" في تراكيبها اللغوية، فوصف التغيير وفقا لموقفين مغايرين، ينتقل الوصف فيهما، من حالة وصفية إلى نقيضها في شقي التبديل من الإيجاب إلى السلب أو العكس، إذ ورد استعمال اللفظة ثلاثين مرة، تعدى فعلها لمفعول واحد في ثلاث عشرة مرة، وجاء لازما بقلة، واستعمل متعديا لمفعولين، ذكرهما الخطاب القرآني في نمطين :الأول :التصريح بهما سواء بذكرهما في حالة النصب على المفعولية، أم باستعمال حرف الجر الباء قبل المبدل منه، والثاني التصريح بأحدهما والإشارة ضمنيا إلى الآخر كشف البحث أن أكثر التراكيب ورودا في خطاب التغيير هو خطاب التوبة، لما يمثله من دلالات في ديننا الحنيف ،فظهر الخطاب على هيئة الفعل ماضيا ومضارعا وأمرا، وعلى هيئة الاسم مصدرا ومن المشتقات، فشكلت مضمونا يضمن الفائدة التواصلية، بين المرسل والمتلقي، إثر مشهد ما، اعتمدت بنيته الإسنادية على إظهار صورة خاصة للتغيير فأظهر البحث صور خطاب التوبة في تراكيبه المختلفة، وفي حالة الانتقال فقط من السلب إلى الإيجاب، يرجع فيها العبد عن حدث سلبي، ليقرر الالتزام بعكسه، فيتأول الخطاب باتجاه صاعد دائم من السلبية إلى الإيجابية.