إن الوسائل التعليمية تعتبر ركنا هاما من أركان العملية التعليمية وجزءا مهما في النظام التعليمي الشامل .وقد أدى ذلك إلى انتشارها في شتى أقطار العالم، حيث أخذت السياسات التعليمية توليها اهتماما فائقا إيمانا منها بأهميتها في التعليم والتدريب، ودورها الرئيس في التنمية المعرفية المستدامة لمواكبة التطور الهائل والسريع في ثورة المعلومات ويعود الاهتمام بهذه الوسائل للدور الذي تلعبه في تحقيق أكبر قدر ممكن من المهارات التعليمية والتدريبية في المجالين الكمي والنوعي، مستهدفة بيئة التعلم والتدريب ومحتواهما، وبمعنى آخر، هي نتاج البحث عن أساليب وطرائق وأدوات تعليمية وتدريبية تمكننا من تحقيق تعليم أكبر عدد ممكن من الأفراد أو الطلبة على نحو أفضل وأسرع وأجدى وبجهد وكلفة أقل، ولابد من الإشارة إلى أن الوسائل التعليمية ليست أهدافا في ذاتها، وإنما تشكل جزءا من استراتيجية التعليم التي يتبعها المعلم لتحقيق الأهداف التعليمية .لذلك أتى اسمها من كونها وسائل تؤدي إلى أهداف سلوكية محددة يمكن قياسها وتقويمها في منظومة شاملة يضعها المعلم أو المدرب لتحقيق غاية اكتساب العلم والمعرفة، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا الوسائل التعليمية بين النظرية والتطبيق.