يبدو أن الشاعرة في هذا الديوان "الشتاء يعود وحيدا : شعر" عالقة في متاهة شاعرية الحياة اليومية تبحث في الأمور نفسها عن تفاصيل عادية مألوفة لتجعل منها لوحات لغوية خيالية، وفي الوقت عينه، تبحث أيضا عن مفاهيم مبهمة مجردة لتصنع منها ألعاب قصائدها. من هنا، يمكننا تبين الترابط الوثيق بين شعرها ونظرتها إلى العالم، وهذه النظرة ليست غريبة أبدا عن قصيدة النثر، لا بل تشكل ركنها الأساسي، إنها الكتابة من صلب الواقع، بلغة الواقع، بسخرية ورقة ولا مبالاة الواقع قصائد القاضي قصائد حقيقية، يكتبها إنسان من هذا العالم ومن هذا الزمن لا تنصت إلى القمر أحاديثه مالحة كرائحة الحنين هكذا تهمس لي يداك كلما نزفت المسافة، كمن يستعيد صوته من نهايات الكلام وينفض عن عينيه غبار الجثث السماء تضيق كمدينة لا تحتمل معجزة كعاشق يتسول أنفاسه من مقصلة كحلم يستبد بالعصيان، لتكن نبوءتنا الأخيرة سقوطٌ صوب السماء الثامنة.