إن التسارع في تطور الحياة بمختلف أشكالها، لا ينفك يفاجئنا ويثير اهتمامنا، خاصة إذا كان هذا التطور يؤثر على طريقة معيشتنا وأسلوب إدارتنا لأعمالنا، ويخفف من الأعباء الملقاة على عاتقنا، فنحن كأفراد نعيش في هذا الكون الواسع المتنامي، لا بد لنا من ان نساير التقدم ونتأقلم مع التطور ونحاول بطريقة أو بأخرى أن نتفهم أشكال وأساليب ودواعي هذا التطور، خاصة إذا ما أدركنا أن أساليب التعامل التقليدية في مختلف المجالات أصبحت غير مجدية وغير متداولة بل ومستغربة في بعض الحالات، لذا علينا ان نسرع الخطى إلى الإمام وان نتقدم ليس على الحياة فحسب، بل على أنفسنا أيضا، وبما أنني أعمل كمحامية في مجال البنوك، فقد لامست وعلى مدى سنوات عملي مدى التطورات الهائلة الحاصلة في هذا القطاع، كما وأدركت مدى أهمّية توعية الغير بنوعية هذه التطورات، لما لهذه التوعية من دور في تحسين نوعية حياة الأفراد وتسهيل متطلبات معيشتهم، وقد لا أبالغ القول إن أشرت إلى ان 99% من الأفراد، ولأسباب واحتياجات مختلفة فد لجئوا في فترة ما من حياتهم إلى البنوك، وقد لا يعنينا الدخول في تفاصيل أسباب لجوء الأفراد إلى البنوك، ولكن ما يعنينا هو تطور أسلوب عمليات الإقراض الذي تمنحه البنوك والشركات المتخصصة للأفراد والمؤسسات والشركات، وبالتحديد التمويل بأسلوب التأجير التمويلي، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتفصيل متناولا التأجير التمويلي مستقبل صناعة التمويل.