كان عهد المكابيين مليئا بالتقلبات والتمدد والانكماش والصعود والهبوط، ففي مرحلة ينتصر المكابيون، وفي مرحلة أخرى يهزمون وتوشك دولتهم على السقوط، وقد أسهمت أحداث العصر المكابي المتقلبة في بروز ظاهرة التعصب الديني بين اليهود، ويعبر سفرا أستير ويهوديت عن هذه الظاهرة بصورة واضحة، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب ببيان ما رمزت إليه أسفار راعوث وأستير ويهوديت من خلال تحليل نصوص الأسفار الثلاثة، وأثر البيئة في مضمون كل سفر وذلك من خلال ثلاثة فصول دارت حول: (سفر راعوث، سفر أستير، سفر يهوديت)، كما أثرت رمزية أسفار راعوث وأستير ويهوديت ودانيال في تفسير أسفار العهد القديم في القرن الأول ق.م، والقرن الأول الميلادي، وما تلاه ، فظهر منهج جديد في تفسير أسفار العهد القديم، وكانت الرمزية من سمات هذا المنهج، وقد تأثر الفريسيون بالمنهج التفسيري الجديد، فنشأ بينهم التقليد الشفهي، ويتضمن تفسير الفريسيين للعهد القديم، والذي تطور لاحقا، فانبثق منه كتاب المشنا، ثم التلمود، كما تأثرت بعض الجماعات المسيحية بالمنهج التفسيري الجديد ولا سيما الجماعات التي ألفت الأناجيل الأربعة، وتضمنت تلك الأناجيل تفسيرا لبعض نصوص العهد القديم حسب هذا المنهج.