المادة الفولكلورية لم تكن يومًا معقدة، ولم تكن غثاءً تذروه الرياح، بل بلغت مكانتها وقيمتها وأهميتها من بساطتها وقربها من طين الأرض والتربة التي أخرجتها، فجذورها أصيلة وثابتة وضاربة في عمق بيئتها، رغم ما قد تبدو عليه من خفة وتحرر وتمرد وعفوية. وانطلاقا من الأهمية الكبرى التي اكتسبها علم الفولكلور من خوضه أغوار النفس البشرية والتعبير عن صدق الإنسان، بجانب علاقته الأكيدة والوثيقة بالأدب والفنون بأشكالها المختلفة تقدم لنا الكاتبة بسمة حسن هذه الدراسة الممتعة عن ما أطلقت عليه "حكمة الميكروباص" فتتبع من البداية ما هو الفولكلور وما أهميته وأشكال التعبير عنه، وعن الأمثال وخصائصها وأوجه التشابه بينها وبين "حكمة الميكروباص"، ثم بعد ذلك تنتقل الكاتبة لترصد ألف حكمة جمعتها من الطريق ستجد فيها ما يثير ضحكك وسخريتك، وما يَنكأ جرحك، وما يعطيك عبرة وعظة، وما يذكرك بقيمتك، وما يحثك على العمل والسعي للرزق، وما يعطيك نصيحة، وما يبعث في نفسك الحزن والشجن والغضب أيضًا، وما يمنحك الأمل، ومنها ما يدعوك للتأمل