قد نظر الكاتب إلي كل ما كان يريد أن يقوله فإذا هو في هذه الكلمة قد كتبه في هذه المقالات, فهي لا تدع مسألة ولا تترك شبهة ولا تزال تأخذ بيد القارئ فتضعها علي غلطات أصحابنا المجددين بل المبددين واحدة بعد واحدة وشيئاً فشيئاً, فهو في برهان لائح من حيث بدأ إلي حيث ينتهي كالنجم لا يزال بعين منه أين مشي وكيف تلفت. وما رأي فئة يأكل الدليل الواحد أدلتها جميعا كهؤلاء المجددين في العربية, فهم أنفسهم كالجمرة المتوقدة لا يشبعها حطب الدنيا ولكن غرفة من الماء تأكل الجمرة وهم مخذولون بقوة الله إذ ليس فيهم رجل فصيح بليغ يكون لهم كالتعبير من الطبيعة عن هذا المذهب حتي يثبت مذهبهم فلا يدفع ويقوم فلا ينقص .