أيتها الرّوح التي تجري بأمرِ الله من فوقِ السّماء إلى أغوارِ الأرض، ومن أغوارِ الأرضِ إلى جنباتِ الإنسان فتُقام بك حياته، ألا فخُذي بنسيمي هذا إلى حيث يمكن للأحباب أن يَجدوه، وقفي به هنالك وقوف أبديّتك الخالدة، فإنّهم يجدون فيه جواب القلب المتألم، وعلى ضوء ذلك فإن هذا الكتاب "وحي الروح" يحدثنا فيه الكاتب قائلا: " وجهت فيه وجه الحديث إلى حقائق الأشياء وفلسفتها، وأدرت الفكر في نواحي عقلي أذهب به وأقلبه؛ باحثا عن حكمة الله بدلالة قوانينه التي أسكنها نظام الحياة، وجعلها حديث نواميس كونه لا تبرح تقررها وتُبرزها، وأقرها في روح الإنسان بكلمة منه، وقضى أنه لا يلامس طرفها حتى تكون لروحه الغلبة على زيغ الجسد؛ تحكمه بنهجها وتسيره بقوانينها، جاعلا هذه الروح العظيمة أقدر على حيوانية هذا الجسد الفاني بمعانيه الترابية.