يشهد عالمنا المعاصر تحـولات كبـيرة وتغـيرات متسـارعة اجتماعيـة، سياسـية، اقتصادية، فتعددت وتنوعت مصـادر الأخطـار التـي تسـتهدف الأمـن والاسـتقرار العالمي، إذ يمثل الإرهاب أحد تهديدات السلم والأمــن الــدوليين خاصــة في الوقــت الراهن إذ يشهد العالم مسرحا للأحداث الدولية والعديد من النشاطات الإرهابيـة التي تتجاوز اثارها حدود الدول ليمتد الى دول عدة مكتسـبا بـذلك طابعـا عالميـا وهو ما يستدعي تكاثف الجهود الدولية في مجال مكافحته، ولم يعد الإرهاب يرتبط بحضارة ولا وطـن ولا ديـن ولا هويـة ,وهـو عمـل لا إنساني ولا أخلاقـي، لا تقـره الشرائـع، ولا تؤكـده "القـوانين" ويمثـل انتهاكـا صـارخا لحقوق الإنسان، وبات موضوع الإرهاب يلقي الاهتمام من الباحثين، ويهـدف إلى منع الاستقرار والتناغم الاجتماعي والتنمية عبر تدمير التنـوع الثقـافي وإبـادة كـل حضارة لا تتماشى مع فكرها المتطرف، فضلا عن تهديدها الأمن والسـلم الـدوليين ولا يمكن لأية دولة في العالم مواجهة الإرهاب الدولي بمفردها، ولا تشذ أي دولة عن هذه القاعدة ,لذلك يعد التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب ضرورة ملحـة للوصـول إلى النتائج المرجوة، ويتفق خـبراء مكافحـة الإرهـاب بـأن الحلـول العسـكرية قـد تنجح في كسر شوكة الإرهاب ,ولكنها غير كافية بمفردهـا لـدرء خطـره واسـتفحاله مرة أخرى تحت مسميات جديدة، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا مجلس الأمن ومكافحة الإرهاب الدولي منذ عام 2014 : دراسة حالة العراق.