لم يتصور حمدي عبد الحفيظ يوما أن الأقدار ستدفع به إلى الوقوف أمام رئيس القسم الفني في المجلة، ليسمع أمره المغلف بالتهديد، اكتب الموضوع من جديد يا أستاذ، وأعدِ الصيّاغة، وانتبه لأخطاء الإملاء والنحو التي لا يقع فيها تلاميذ الصف السادس الابتدائي، حرق دمي أمام المحرّرين والمحرّرات، وجعل طولي يتقاصر حتى يصل إلى مستوى الأقدام، هذا الصحفي الرّجعي أذلّني، هل هناك من يهتم بالإملاء والنحو في هذا الزمان؟ الناس لا تقرأ غير العناوين، ويعلمون أن ما تقوله الصحافة «كلام جرائد»، يعني «كذب وتضليل وتسالي»، وصاحبنا ما زال يفكر في الإملاء والنحو، ولا يدري أن الخريجين هذه الأيام في أقسام اللغة العربية والأزهر لا يحسنون كتابة جملة صحيحة. نحن في زمن الفهلوة يا سيد! والأيام بيننا.