يعد التنافس والتسابق للنجـاح سـمه طبيعيـة في حيـاة الأفـراد والمؤسسـات، فهنـاك مؤسسات تتنافس من أجل بقائها واسـتقرارها، وثانيـة مـن أجـل الوصـول للقمـة وثالثـة للحفاظ على مكانتها على القمة، ويقصد هنا التنـافس المؤسـسي التعليمـي ولعـل مـا زاد حدة هذا التنافس على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ظهور ما يعـرف بالتصـنيفات العالمية للجامعات؛ حيث أصبح التنافس بين الجامعات سببا في إحـداث التقـدم العلمـي والإنساني، من خلال إحـداث تغيـيرات في بنائهـا المعـرفي المتمثـل في :اخـتراع شيء جديـد تنافس به غيرها من الجامعات، وإنتـاج بحـوث تطبيقيـة مفيـدة، وتأهيـل أعضـاء هيئـة التدريس والباحثين بهـا، والاسـتفادة مـن التكنولوجيـا المتطـورة في نشر البحـوث عالميـا، وتقديم مخرجات تعليمية قادرة على إحداث تنمية حقيقية في المجتمع الذي تعيش فيه وتعد الجامعة مركز إشعاع للمعرفة، واستنارة للفكر، وقاعدة يقوم عليها تنمية المجتمـع وتطوره .وهذا يفرض عليها القيام بدور للإسهام في بناء مجتمع معرفي وإعـادة تقيـيم أدائهـا لتحديد قدرتها على البقاء في ظل المنافسة العالمية والتصنيفات العالمية للجامعـات أصـبحت بمثابة أداة تعزز تلك المنافسة، ودافع التغيير بالجامعات، وعامل لإقبال الطلاب عليها، لما لهـا من دور في إكسـاب الجامعـات سـمعة عالميـة، ووضـعها في قائمـة ضـمن أفضـل الجامعـات المتميزة على مستوى العالم؛ من خلال تقييم الجامعات بناء على بعـض المعـايير والمـؤشرات المتفق عليها من قبل عدد من المؤسسات العالمية للتصنيفات المختلفة، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا كيف تتصدر التصنيفات العالمية للجامعات.