تعد مرحلة المراهقـة المبكـرة مـن المفـاهيم ذات الأولويـة التـي تلقـى اهتمامـا متزايدا من قبل المؤلفين والمجتمعات على حد سـواء، ولمـا لهـا أهميـة بالغـة مـن قبـل الوالدين والتغيرات التي تحصـل لـديهم في بدايـة مرحلـة المراهقـة المبكـرة مـن حيـث الاختلافات التي تظهر للخصائص الفسيولوجية لديهم، فمرحلة المراهقة كما يرى حلاسه "2016" هي من أكثر مراحـل النمـو حساسـية، وأكثرها عبئا على الآباء، وأكثرها حاجة إلى ضبط النفس، وأشد ما فيهـا حساسـيتها التـي تكمن في أنها مرحلة تتوسط مرحلة الطفولة ومرحلة سن النضج والبلوغ، وهي مرحلـة ينزع فيها المراهق إلى اكتشاف ذاتـه، وبنـاء كيانـه، ليملـك إرادتـه فيهـا واسـتقلاليته في تصريف شؤونه، مما يترك له أثاره في زيادة الحساسية والشـعور بالخجـل والتذبـذب في اتخاذ القرارات، وضبط الذات وكما انها تتسم بالقلق والصراع والتمرد، وعادة ما توصف بعدم الاستقرار، وذلـك للتغيرات السريعـة في شـتى مراحـل النمـو، التـي تـؤدي إلى ضـعف التـوازن الانفعـالي، وحدوث ما يسمى بعدم الاستقرار الجسمي والنفسي والعقلي، وهي الفترة النمائية التي تبدأ مع بداية سن البلوغ وتنتهي بانتهاء النضج النفسي والجسمي، وعلى ضوء ذلك، جاء هذا الكتاب بالشرح والتفصيل متناولا علم النفس الإيجابي في ضوء مرحلة المراهقة، الاتزان الانفعالي، ضبط الذات، البرنامج الإرشادي.