ليست الحياةُ بكلّ تلك السوداويّة والنّمطيّة التي تراها عيونُ المكتئب، ولا هي تلك الورديّة بعيونِ طفلٍ في الخامسةِ من العُمر، وإنما الحياةُ الدُنيا في النِّهاية هي دارُ عبورٍ لم تصفوا لأحد؛ تتلخّصُ بعض التَّجارب والآراء من وجهاتِ نظرٍ وبعيونٍ مختلفةٍ جمعتها على هيئةِ تلك الرَّسائل مخاطبةً بها مجتمعاً بأكمله؛ لذا وَجَبَ إخبار القارئ بتلكَ الرسائل لم ولن تكون مسلماتٍ أبدا أو قواعد ثابتة، هي محضُ حروفٍ دُوّنت بصدقٍ على أوراقٍ بيضاء بالحبرِ الأسود أتمنّى أن تلامسَ قلبك، وعلى ضوء ذلك فقد حاولت الكاتبة في هذا الكتاب جمع كُل الأشياء الحزينة التي ينتهي بها المطافُ نهايةً واحده ؛ كما حاولت جمع الأسباب والمشاعر والمواقف التي برغم تباعدها إلا أنها تهوي بالناس في ذات الحُفرة؛ أردت أن أشرح الحُزن بطريقة من يعيشه لا من يراه ؛ تحاول أن تنشر وعيا من نوعٍ خاص؛ ليفهم الجميعُ أن الوقاية خيرُ من العلاج ؛ ولئلا يستهين أحدُ بكلماته وليعي أبطال كُل حكايةٍ أدوارهم ؛ تدركُ أنها ليستُ أول من يعي خطورة الاكتئاب ولا أول من يحاربه بكلماته ؛ إلا أن مناهضة مثل هذا الخبيث شرف ؛ وأرادت الاصطفاف ضمن من حملوا على عاتقهم هم مبارزته؛ ليس بالخصم السهل ولكنها أدركت أيضا أن القلم سلاحُ لا يقهر.