تعد تركيا صاحبة الإرث العثماني وما تمتلكه من دور تاريخي في منطقة الشرق الأوسـط الذي يعود إلى المرحلة العثمانية من جهة، ومـا يطمـح الغـرب بـأن يكـون هنـاك دورا تركيـا في المنطقة المحددة، فتركيا العضو في الناتو هي واجهة غربية في تلكم المنطقة يتقاسم فيهـا النفـوذ في المنطقة إياها كل من روسيا وإيران، يعد توجه السياسة الخارجية التركية نحو الشرق الأوسط من ضمن أهم المـسارات التـي تسعى تركيا جاهدة نحوها، والتي تحكم المـسار الجيوسـياسي والاسـتراتيجي الـتركي، فـضلا عـن رغبتها في الاندماج في الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، وسـعيها نحـو القوقـاز مـن جهـة أخـرى، وتكاد تكون السياسة الخارجية التركية في امتحان مستدام بإزاء هذه الاتجاهات الثلاثة، التـي لا تفتأ تصنع مفارقات السياسة الخارجية التركية في عقود من الزمان، وعلى ضوء ذلك فإن عملية البحث في هذا الموضوع الشيق والمؤثر في المنطقة وباعتبار العراق جزءا مهما فيهـا، جعل الباحـث يـصب اهتمامـه عـلى البعـد العـسكري في الإسـتراتيجية التركيـة تجـاه منطقـة الـشرق الأوسط، بعد أحداث ثورات الربيع العربي وما آلت إليه من متغيرات ساعدت عـلى تبنـي دورا فـاعلا ومؤثرا للإسـتراتيجية التركيـة بمختلـف أبعـاده العـسكرية والـسياسية والاقتـصادية والثقافيـة، وكـان للمؤسسة العسكرية التركية الدور الأهم من بـين تلـك الأبعـاد.