إن الاطلاع على التجربة الشعرية النسوية في دولة الإمارات العربية المتحـدة يشـير إلى حاجة ماسة لمواكبة هذه التجربـة ومسـايرتها بشـكل متواصـل ، ولاسـيما ونحـن عـلى أبـواب العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، حيث ازدادت أعداد الشواعر المشـاركات في هـذه التجربة، وتنوعت قضايا الشعرية النسوية، وتعددت مشكلاتها وموضـوعاتها، في ظـل اتسـاع التنظير للأدب النسوي في الثقافتين العالمية بعامة، والعربية بخاصة، وإن هذا الاطلاع يمكننا مـن الإشـارة إلى وجـود أدب نسـوي إمـاراتي يمتـاز بخصـائص وميزات يتشابه بها مع ما تكتبه المرأة في أدبها من جانـب، ويختلـف عنـه في بعـض السـمات والخصائص من جانب آخر، مما يغري الباحثين والدارسين والنقاد بتأمل هذه التجربة الكليـة، بموضوعاتها وجمالياتها، وما دار حولها من حراك نقدي منذ بـداياتها حتـى لحظـات إنجازهـا الراهنة، ومن خلال البحث الحالي عن شعر المرأة في الإمارات العربية المتحـدة ،الموسـوم بالشعر النسوي الإماراتي : فضاءات المعنى وجماليات التشكيل تبين وجود مشاركات شـعرية مهمة لهذه المرأة في التجربة الشعرية الإماراتية والعربية، في جال الشعر الفصـيح والشـعر الشعبي على حد سواء، وإن الدراسة الحالية ستقتصر على الشـعر الفصـيح تحديـدا، وتعمـل على معاينة فضاءات المعنى التي خاضتها هذه الشاعرة، ورصد جمالي لبعض الظـواهر الفنيـة في قصيدتها بوجه عام، وعلى ضوء ذلك جاءت هذه الدراسة في ثلاثة فصول.