يشهد العالم تنافسا دوليا بين الدول الكبرى سعيا منها للاسـتحواذ عـلى مكانـة في النظـام الدولي متعدد الأقطاب، فتعتبر العلاقات الأمريكية- الصينية من أهم العلاقات الدوليـة وأكثرهـا منافسة وتعقيدا على مختلف الأصعدة الاقتـصادية والـسياسية، فمـن الناحيـة الاقتـصادية تعـد الصين منافسا قويا للولايات المتحدة الأمريكية إذ تأتي في المرتبة الثانية عالميـا، وأصـبحت الـصين من أكبر شركاء الولايات المتحدة الأمريكية تجاريا منذ العام 2015، أما سياسيا فتطمح الـصين أن تجعل النظام الدولي متعدد الأقطاب طالما أن السياسية تتبع التجارة حيـثما ذهبـت، وتـرفض تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم، ويرجع تزايد الاهتمام بالقضايا الاقتصادية بعد نهاية الحرب الباردة وظهور قوى صاعدة مثل الصين ساعدت على الابتعـاد عـن المواجهـات العـسكرية، ودعمـت الدبلوماسـية والتعـاون وتحولت العلاقات الأمريكية -الصينية مـن مرحلـة العـداء مـدة الخمـسينيات والـستينيات، إلى مرحلة التعاون المتبادل والتنسيق والمزيد من الدبلوماسـية، خاصـة مـع صـعود الـصين بقـوة في المجال الاقتصادي، وتدرك كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والـصين أهميـة التعـاون المتبـادل الذي يساعد ويدعم السلم والأمن الدوليين، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب بالشرح والتوضيح متناولا الحمائية الجديدة والتراجع عن الرأسمالية : هندسة الحرب التجارية الأمريكية الصينية.