إن أول مـؤشرات النجـاح في عمـل أي باحـث حبـه لبحثـه، وصـدقه في إدارة خطتـه، وحرارة مشاعره التي يبثها بين سطوره، وكل هذا متوفر بسـخاء في أثنـاء البحـث، فضـلا عـن وضوح الرؤية والأصالة والانفعال بـالواقع والتفاعـل معـه ومواكبـة الإبـداع والتصـدي لغـير التقليدي منه؛ والنجاح في التقاط بصمات الفن وتسليط الأضواء عليها، آمنت - وأعلنت هذا مرار – بأن الأدب الإنشائي يمكن أن يحمـل صـفة قطريـة فيقـال أدب عراقي أو مصري أو سوداني ،أما الأدب الوصفي ،أي النقد فلا يمكن إلا أن يكـون قوميـا، فلا يقال إلا "نقـد عـربي" واشتملت هذه الدراسة على عوالم أحمد سعداوي الروائية دروب، وتقـود إلى حقـول رائعـة مـن الفانتازيـا، سـداها ولحمتها تنسجها شاعرية السرد، ودراسة الأستاذ الدكتورة زينب عبد الأمير القيسي تسعى إلى سبر أغوار هذه الحقول ،مستعينة بتقانات السرد ،وتهدف إلى كشـف مـواطن الجـمال فيهـا مداعبة الشاعرية في كل خطوة والفانتازيا عالم ليس طارئا على أدبنا كما يظن كثيرون، ذلـك أن أدبنـا العـربي القـديم وحتى الشعبي منه زاخرا بشواهد رائعة لها، وإن أكثرها ثـراء وفنـا متـوافر في أدب الـرحلات ولاسيما الأندلسية.