مئة عام تقريبًا مضت، قرن كامل، وتبقى كلمات جبران التي خرجت على لسان ذلك الحكيم «المصطفى» شديدة الطزاجة كأنها قيلت للتو، فكرتُ في نفسي أني لست في حاجة للتوقف عن حياتي ومصاحبة أحد الحكماء في ترحاله حول العالم، بل عليَّ المضي قدمًا في حياتي، والترحال داخل تجربتي الخاصة، وتلك الكلمات الحكيمة في قلبي وعقلي، إنها كافية للغاية، بل أكثر من كافية لتمنح حياة المرء نوعًا من الهداية والاتزان، فقط لو اعتنى المرء بها، وتذكَّرها، ووضعها أمامه في كل شيء، هي مثل الماء الذي يساعد النبتة على النمو، مثلها مثل العديد من نصوص الحكمة في كثير من الثقافات والتجارب الإنسانية، لو لم تضعها موضع التجربة، سوف تبقى مجموعة كتب قديمة مرصوصة ومنسية في المكتبات، أو موضوعة بأناقة في أرجاء المنازل كمجرد قطع ديكور، أو كتمائم على أمل أن تجلب البركة أو تدفع الحظ العاثر.

الرواية تصوّر محنة الطبقة العاملة الفرنسية تحت القمع الوحشى للأرستقراطية الفرنسية خلال السنوات التي قادت إلى الثورة، والوحشية التي مارسها الثوريون ضد الأرستقراطيين في السنوات الأولى للثورة.

الرواية تتبع حياة بعض الأشخاص خلال تلك الأحداث، أشهرهم في الرواية هو تشارلز دارنى، أحد الأرستقراطيين الفرنسيين، الذي يقع ضحية للثورة العمياء التي لم تميز بين الخير والشر برغم شخصيته الطيبة، وسيدنى كارتون، المحام الانجليزى السكير، الذي يضحى بحياته لأجل حبه لزوجة دارنى، لوسى مانيت.