يعد سفر الخروج تجميعا ومزجا لنصوص ثلاثة مصادر توراتية "اليهوي والإلوهيمي والكهنوتي" حول أحداث عصر خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة موسى عليه السلام، وقد دون أقدم تلك المصادر "المصدر اليهوي" بعد عصر الخروج بأربعة قرون، ودون آخرها بعد ذلك العصر بثمانية قرون "المصدر الكهنوتي"، لهذا لم تكن تلك المصادر دقيقة في رواية أحداث ذلك العصر، فتضمنت روايات غير صحيحة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد قام مؤلفو تلك المصادر بذكر أحداث معاصرة لهم على أنها أحداث وقعت في عصر الخروج، واصطناع روايات لتبرير ممارسة معينة للاحتفال بعيد ديني "كعيد الفطير"، أو إضفاء أهمية إضافية لمدينة معينة على غيرها من المدن كادعاء دفن يوسف عليه الصلاة والسلام في شكيم، أو وضع تواريخ جديدة لأعياد دينية يهودية كعيد الفصح، وربط بعضها بحدث مهم كربط عيد الخمسين بنزول التوراة، كما قام مؤلفا المصدر اليهوي والمصدر الكهنوتي بمحاولة نشر عقيدتهما التشبيهية من خلال اصطناع بعض النصوص التشبيهية، أو تغيير البعض الآخر لصالح تلك العقيدة، وقامت أيادي متأخرة بإضافة نص تشبيهي أو أكثر إلى المصدر الإلوهيمي يخالف العقيدة التنزيهية التي يعتنقها مؤلف هذا المصدر، وضغط البعض لإضافة نص معين كما حصل عند إضافة نص فرية صنع هارون عليه السلام للعجل الذهبي إلى المصدر الإلوهيمي، وعلى ضوء ذلك جاء هذا الكتاب في ثلاثة فصول متناولا "سفر الخروج التوراتي : دراسة وتحليل". .