يضم هذا الكتاب التأريخ الحديث لنجد وسيرةً لعبد العزيز عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد وملحقاتها، ويقول أمين الريحاني بأن أهم مصادره في رواياته التي جاءت في تلك الكتابات هي نجدية فابن بشر وابن غنام وابن تيمية أركان في التاريخ الحديث لنجد، والسلطان عبد العزيز، الملقب بجغرافية البلاد العربية، والشيخ عبد الله البسام الذي قيل فيه أنه من العرافين المدققين هما مرجعه في سرده لمسيرة عبد العزيز آل فيصل آل سعود، وهناك مرجع آخر للمؤلف أمين الريحاني وهو رحلته العربية الأولى، ورحلته الثانية إلى الحجاز، حيث كان يستقر، أثناءها، الأخبار من مصادرها العليا، ومتلقيا من ذوي العرفان ممن حدثهم ما يثبت أو يكمل الرواية السلطانية، حتى كان السلطان عبد العزيز عند سرده سيرته على المؤلف أمين الريحاني يقتضب الكلام في ما يتعلق بشخصيته، وهذا ما استكمله ممن حدثهم من العارفين في أمور هذا السلطان الذي في شخصيته تمثل الحلم والكرم. يسرد الريحاني المؤرخ والعالم الاجتماعي والأدبي كل ذلك بأسلوبه الرائع الشيق الذي يزيد من شغف القارئ لمتابعة تلك السير، وتُعَد قصة نجاح الملك «عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود» في تأسيس الدولة السعودية الثالثة مثالًا يُحتذى به في الإرادة والعزيمة؛ فعلى الرغم من أن أباه فَقَد مُلكه، ونُفي إلى الكويت، فإنه استطاع أن يُؤسِّس دولةً كبرى بعد حروبٍ دامت واحدًا وثلاثين عامًا، خرج الأمير المُغامِر مع قوةٍ قِوامُها ستون رجلًا عامَ ١٩٠١م، واستطاع أن يستولي على عِدةِ مُقاطَعات في نجد، ثم استولى على القصيم عامَ ١٩٠٥م، وواصَلَ جهودَه حيث خاض عِدةَ معاركَ مع «الشريف حسين» في الحجاز، ودخل في صراعٍ مع اليمن، وأخيرًا نُودِي به مَلِكًا على الحجاز ونجد.