إن العلوم الدينية المنشغلة بالإعجاز؛ يجب أن تنطلق من قيد التحفظات؛ وسيطرة المحظورات؛ من دون أن تحيد عن ثوابت القرآن والسنة؛ إذا ما تيسر لها من وسائل علمية رصينة، وعلماء عاملون يشغلهم دينهم؛ وهموم نشره عن خشية المنتقدين؛ ممن تخشبوا على آراء؛ أثبتت التجارب خواءها؛ وأنها لم تعد تناسب ميدان الدعوة الى الله تعالى اليوم؛ فالمرء يقف مشدوها امام عظمة هذا القرآن في مقابلة ضعف الأداء، وقلة الدراسات، وتوجس المشتغلين؛ مع أن القران الكريم مازال منفتحا على كشوف مبهرة جديدة؛ لو أن المسلمين انشغلوا في تتبعها؛ بعيدا عما ألفوه من قوالب متبعة؛ لأناروا الدنيا أجمع بعبق القرآن، وهديه المنير؛ بل أننا - اليوم - وفي هذا الخضم الهائل من الانحرافات العقدية؛ والخروج على الفطر السليمة؛ نجد أن الواجب يحدو المسلمين قصدا مؤكدا الى نشر الإسلام، وتعاليمه ومظاهر إعجازه؛ لعلنا ننتشل تلك الأمم من غير المسلمين من غيهم وضلالتهم، وبعدهم عن الحق، وقد انشغل الكتاب بخمسة محاور اشتملت على: الروح، والإنسان ونشأة الخلق، والسماء، والحيوان، والأرض والمعادن، بتفرعاتها المختلفة؛ بأسلوب يستند إلى التفسير أولا، ثم الراي العلمي بما يعزز التفسير ،أو يضيف إليه ما استجد مما اكتشفته العلوم الحديثة؛ مع بيان تلك النظرات العميقة لقدماء المفسرين؛ بعيدا عن التأويلات، والمجاز؛ الذي كان مهربا – في أحيان كثيرة – لعدم قدرتهم على إدراك أعماق تلك الآيات المعجزة.