إن الهدف الأساسي وراء اختيار هذا الموضوع هو أننا اليوم نعيش نوع جديد من الأزمات الدولية تمثل المياه أبرز صورها، فباتت دول المنبع تتحكم في مصير الأمن المائي والبيئي للدول التي تشترك معها في ذات الأنظمة المائية، لتتخذ القرارات التي تخدم مصالحها، غير آبهة بالأضرار التي قد تصيب الأنظمة البيئية للدول المجاورة، ومن ثم الأمن المائي والحيوي الذي يتصل بتلك الأنظمة، فكان الواقع العراقي هو الدافع الأول لدراسة الأسباب التي أدت إلى تدهور الأراضي الرطبة العراقية، وكيف يمكن التصدي لمصادر التهديد هذه لاستعادة أمننا البيئي خصوصا فيما يتصل بأراضينا الرطبة وما يتصل بها من تنوعا إحيائيا وفير، فكان يهمنا البحث عن الاتفاقية التي توفر الحماية للأراضي الرطبة، ومدى امتثال الدول لتطبيق نصوصها، وكيف يمكن التوصل إلى حلول بهذا الشأن إذا تعذرت وسائل التسوية الدبلوماسية عن تحقيق تلك المهمة، فكان همنا أن نقدم دراسة متكاملة قدر الإمكان يمكن للمعنيين بإدارة ملف الأراضي الرطبة العراقية منتسخير الأدوات القانونية التي يقدمها القانون الدولي، وتطويع التجارب الدولية في إطار حماية ما تبقى من هذه الأراضي خصوصا في ظل ندرة الكتابات العربية التي يمكن الركون إليها من أجل وضع الحلول المناسبة لهذه المشاكل.