تنوّعت عوامل انتشار الإسلام في أفريقيا جنوب الصحراء عامة والحبشة خاصة بين هجرات القبائل والأفراد من الجزيرة العربية إلى إفريقيا، وحركات التجار المسلمين الذين كانوا يحملون مع بضائعهم رسالة الإسلام، وتنقلات الدعاة والصلحاء السائحين لنشر الإسلام في أقطار الدنيا، لكن الهجرة أخذت النصيب الأوفر من هذه العوامل، لما للهجرة من القدرة على التغيير الاجتماعي السريع الواسع النطاق، مما جعلها مطمعا وغرضا للحملات الصليبية بعد ذلك وعليه فقد فإن هذا الكتاب "الحركة الصليبية في ساحل شرق أفريقيا والحبشة، 669 هـ / 1270 م - 950 هـ / 1543 م" يقدم تحفة أدبية من معرض التاريخ الإسلامي، يعرض فيها المؤلف لحقبة من أهم ما شهده تاريخنا العربي الإسلامي، ويوثق أحداث الحركة الصليبية التي استهدفت ساحل شرق أفريقيا ويبين دور المسلمين في مقاومتها، إنها دراسة لمنطقة وحقبة تاريخية شديدة الأهمية قد صاغها المؤلف بأسلوب علمي متميز يشير إلى جديته ووعيه وتمكنه من أدوات البحث العلمي ومهارته في توظيف المصادر وتحليل النصوص وفق رؤية شاملة ودقيقة للموضوع جسدتها لغة رشيقة واضحة ليصل إلى الحقيقة التي هي هدف البحث العلمي الأصيل والمفيد.