فإنَّ للعقیدةِ الإسلامیةِ الصافیةِ النقیَّةِ المتلقَّاة من الكتابِ والسُّنَّة مكانةً عالیة ورفیعةً في الدین، بل إنَّ منزلتَھا فیھا منزلةُ الأساس من البُنیان، والقلب من الجسد، والأصل من الشجرة، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَكَیْفَ ضَرَبَ مَثَلاً كَلِمَةً طَیِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُھَا ثَابِتٌ وَفَرْعُھَا فِي السَّمَاءِ} فھذا شأن العقیدة، شأنٌ عظیم، ومكانة عالیة، ومنزلة رفیعة، أمرھا مستقرٌّ في نفوس أھلھا، وكامِنٌ في قلوب أصحابھا، فمنھا ینْطَلقون، وعلیھا یُعَوِّلون، ولأجلھا یُناضِلون، سَمَا قدرُھا في نفوسِھم، وعَلَت مكانتُھا في قلوبِھم، فتمكَّنت منھا القلوب، واستقرَّت في النفوس، فترتَّب على ذلك وانبنى علیھا صلاحٌ في السُّلوك، واستقامةٌ في المنھج، وتَمامٌ في الأعمال، ودأبٌ على الطاعةِ والعبادة، ولزومُ أمرِ تبارك وتعالى، وكلَّما كانت العقیدةُ أعظمَ تَمكُّناً في نفوسِھم، وأقوى استقراراً في قلوبِھم، كان ذلك دافعاً لھم لكلِّ خیر، مُعیناً لھم على كلِّ فلاحٍ وصلاحٍ واستقامةٍ.