Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
يعد هذا الكتاب "الأخلاق" من أهم كتب أرسطو التي تركها لنا، واهتم به العلماء في الشرق والغرب، والذي ظهر فيه أرسطو أقرب إلى العالِم منه إلى الفيلسوف، فآراؤه في الأخلاق مأخوذة كلها من مراقبة الحياة العملية في بلاد اليونان والقياس على ما يفعله الناس وما يمدحونه وما يذمونه من الفضائل والعيوب، لكنه مع ذلك لم يخلُ من "مثل أعلى" هو أسمى ما يرتفع إليه العقل ويصبو إليه الخيال، وقد وضع أرسطو خلاصة نظرياته في الأخلاق في كتابه هذا، الذي جاء بمثابة "وصية فكرية أخلاقية سياسية" ملخصًا فيها آراءه الأخلاقية، والاجتماعية، والسياسية، وحاول أن يجيب عن السؤال الذي يشغل الجميع وهو: كيف أصل إلى السعادة التي هي في نظره الغاية القصوى للحياة البشرية؟ فناقش معنى السعادة، والفضيلة، واللذة، والمحبة والصداقة والفرق بينهما، والتزم في بحثه بمنهج المشاهدة وملاحظة الواقع وتحليله، ولم يسترسل في النظريات المثالية، كما لم يهوّم في عالم المعقولات على نحو ما سار سلفاه من قبل سقراط وأفلاطون، وينقسم كتاب "الأخلاق" إلى عشر مقالات، أولها يبحث في الخير الأقصى والسعادة، والمقالة الثانية في الفضيلة، والثالثة بقية نظرية الفضيلة والاعتدال، والمقالة الرابعة تحليلٌ للفضائل المختلفة، وتدور المقالة الخامسة حول العدالة، والسادسة في الفضائل العقلية، والسابعة تدرس الإفراط -عدم الاعتدال- واللذة، والثامنة والتاسعة في الصداقة، أما المقالة العاشرة والأخيرة فيعود فيها أرسطو إلى البحث في اللذة والسعادة الحقة التي تعود علينا من حياة التأمل.